Wednesday 16 April 2014

ماذا جرى بشأن سوريا؟




افتتاحية صحيفة الباييس الإسبانية في 14-04-2014

ماذا جرى بشأن سوريا؟


انقضى شهران منذ أن أخفقت الجولة الثانية من المفاوضات حول سـوريا في جنيف، من غير خطط لاستئنافها. في غضون ذلك -مع احتكار أوكرانيا لاهتمام الفاعلين الدوليين الرئيسيين- أخذ يتلاشى أي اهتمام ملح بواحد من أكثر النزاعات مأساوية في بدايات هذا القرن. الحرب الأهلية في سـوريا، التي استحثها نظام مبيد، تدخل عامها الرابع مع أكثر من 150000 قتيل، ثلاثة ملايين من الفارين (في لبنان فقط أحصت الأمم المتحدة مليوناً منهم) وحوالي ثمانية ملايين من السوريين بدون مأوى في موطنهم. اللامبالاة الخارجية لم تتحرك حتى للبحث في الشكاوى الجديدة حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل بشار الأسـد، بعد ثمانية شهور تقريباً على قتله بالغاز ألفاً وأربعمائة مدني قرب دمشق.
الإخفاق بلا عواقب في جنيف، المبادرة المستعادة للقوات المسلحة السورية بمواجهة   المعارضة المتذرية والفوضوية، الدعم المتواصل بالأسلحة والرجال والمال من روسيا وإيران لنظام دمشق، منحت مزية استراتيجية للطاغية العربي. الأسـد، الذي كان في أيلول| سبتمبر الماضي يواجه تهديداً وشيكاً من الصواريخ الأمريكية لتجاوزه الخط الأحمر المزعوم الذي عنى قتله بالغاز لمواطنيه، هو اليوم مقتنع أن بإمكانه النجاة. إنه يلعب أوراقه لحمل القوى الديموقراطية على الاعتقاد بأن شخصه هو أمر أساسي من أجل مستقبل سـوريا والحؤول دون السيطرة عليها من قبل الحركة الجهادية.
يترأس الأسـد ربع بلد مدمر وممزق، لكنه يتكلم بلا حياء عن ترشيح نفسه لإعادة انتخابه في حزيران|يونيو. العجز الغربي المخجل، المشجَّع بالسياسة التأملية لباراك أوباما، قوَّى الرئيس السوري، لكن على حساب زعزعة استقرار البلدان المجاورة التي تواجه تدفقاً للاجئين لا يمكن كبحه. يستفيد نظام الأسـد من السلوك المتحدي لبوتين، حاميه الديبلوماسي فوق العادة، بخصوص أوكرانيا، كما من امتثالية (إمَّعية) أوباما هو أكثر اهتماماً بتحقيق الاتفاق النووي مع آيات الله منه بالضغط على طهران بخصوص شريكها السوري السفَّاح.
لن يتفاوض بشار الأسـد دون تهديد جدي بالقوة، الولايات المتحدة فقط هي في وضع من يمكنه القيام به. وبدون تفاوض ستستمر عمليات القتل الجماعي في سـوريا إلى أجل غير مسمى، أمام خزينا ولا مبالاة القُوى المدعوة لوقفها.





http://elpais.com/elpais/2014/04/13/opinion/1397417651_141057.html

No comments:

Post a Comment