Tuesday 26 February 2013

"لن يكون هناك تفاوض ما لم يتضمن نهاية الأسـد"




"لن يكون هناك تفاوض ما لم يتضمن نهاية الأسـد"

أنتونيو بامبلييغا -  صحيفة الباييس الإسبانية


حلب (سوريا) - "الحرب في سوريا ستكون مشابهة كثيراً لتلك التي جرت في ليبيا. سنحرر مدينة تلو مدينة حتى الوصول إلى دمشق"، هذا ما يؤكده لـ "الباييس" أبو عبيدة، قائد لواء "درع الشهباء" الثائر. "حلب مهمة بالنسبة إلى النظام، لكن إذا سقطت المدينة، فإن ذلك لن يعني سقوط النظام. بعد حلب وإدلب سنتابع القتال لاستعادة بقية البلاد، في الوقت الراهن يدافع الجيش النظامي بأظافره وأسنانه عن حِمص واللاذقية ودمشق"، يوضح القائد، ويضيف مؤكداً: "تلك ستكون أهدافنا القادمة".

يرى الرأي نفسه عبد القادر الصالح، قائد عمليات لواء التوحيد في شمال سوريا. "لن نتوقف عندما تسقط حلب. دمشق الآن هي معقل الأسـد، لكن عند سيطرتنا عليها سيحركون قواتهم إلى مناطق اللاذقية وطرطوس (في غرب سوريا) حيث سنخوض المعركة النهائية على سوريا"، يؤكد الضابط.

بعد حوالي ثمانية أشهر من المعارك في مدينة حلب –ثانية المدن أهمية في سوريا- حل الجمود بالمعركة بين الثوار والقوات الموالية للأسـد. عمليات القصف تناقصت بشكل ملحوظ وانتقل القتال إلى المناطق المتاخمة للمدينة. "بدأنا القتال في المدينة لأنه لم يكن لدينا خطط متطورة بشكل جيد، معظم جنود الجيش السوري الحر كانوا مدنيين بدون تجربة عسكرية وكان ينقصنا العقل المدبر لتوحيدنا ولتطوير تكتيكات القتال. توحيد الكتائب كان أمراً حيوياً لتحقيق تغيير في الاستراتيجية وفي هذا الوقت نحن نركز على الهجوم على القواعد العسكرية والأكاديميات والمطارات المنتشرة في محافظة حلب؛ فبهذا نستطيع إلحاق ضرر أكبر بكثير بالنظام"، كما يشرح قائد لواء درع الشهباء.

وفق هذا القائد، فإن الوضع في حلب يتمثل في سيطرة كل طرف على خمسين بالمائة من المدينة، لكنه يؤكد أنهم يسيطرون على ما يقرب من ثمانين بالمائة من أراضي المحافظة. "لا ينقصنا إلا الاستيلاء على خمس أو ست قواعد عسكرية لخنق النظام"، يؤكد الضابط. "نركز جهودنا على الاستيلاء على مطار حلب الدولي ومدرسة المدفعية والسجن المركزي بغية توجيه الضربة القاضية للنظام داخل المدينة. هكذا سنتمكن من إضعافهم"، يقول عبد القادر الصالح.

"على الأرجح، ستتحول المعركة على حلب إلى المعركة الأكثر أهمية في سياق هذه الحرب. النظام كان يعتمد من الناحية الاقتصادية على هذه المدينة وعند اندلاع الحرب توقفت الصناعات مسببة له ضرراً اقتصادياً كبيراً"، يعلق أبو عبيدة. "أرسل الأسد قوات كبيرة لاستعادة السيطرة على المدينة وقد صددناهم وكبدناهم خسائر معتبرة في الجنود. في حلب وقَع النظام على نهايته"، يؤكد.

يصر أبو عبيدة على أن الجيش يقصف أهدافاً مدنية لأنه يريد أن يكون المدنيون هم من يطرد الجيش السوري الحر من حلب. "إنه يحاول جعلهم يكرهوننا ويقاتلون ضدنا، لكن هذه الاستراتيجية لم تنجح بل إنها تأتي بأثر معاكس".

يرى عبد القادر أن الجيش قد خسر الكثير من قدرته في هذه الشهور الأخيرة. "في البداية كان يعتمد على القوة النارية للدبابات واستطعنا تدمير كمية كبيرة منها؛ إضافة إلى ذلك، ليس لديهم أعداد كافية من الجنود للقتال، ذلك أن لديهم جبهات مفتوحة كثيرة في جميع أنحاء البلاد. النظام سينتهي إلى الانهيار والموت، لكنني لا أعلم متى. ربما خلال شهر، ربما ثلاثة... ربما سنة. الجيش السوري الحر تحول إلى جيش سوريا الجديد وهذا أمر مهم في أعين المجتمع الدولي"، كما يؤكد.

إلا أن أبو عبيدة يختلف مع وجهة النظر تلك ويلوم، بشكل مباشر، الغرب على كل ما يحدث في سوريا. "يقولون إنهم يؤيدون الشعب السوري لكنهم في الحقيقة يدعمون الأسـد، وإن لم يكن ذلك بشكل علني. لايمكن التفاوض مع من يذبح شعبه في سبيل البقاء في السلطة". تجاه مفاوضات مفترضة مع النظام السوري، تبدو الأمور واضحة بالنسبة لهؤلاء القادة. "لن يكون هناك تفاوض ما لم يتضمن اتفاقُ السلام نهايةَ الأسـد"، يؤكدون بشكل قاطع. "أشك كثيراً في أنهم يريدون التفاوض، وفي حال فعلوا ذلك، ما الذي يستطيعون أن يقدموه لنا؟"، يتساءل عبد القادر.

حول وجود جبهة النصرة ضمن قوات المعارضة، فإن القادة يؤيدون حضورها لأنهم "على علاقة طيبة مع جميع أولئك الذين يهدفون إلى سقوط النظام" يقول مؤكداً. "علاوة على ذلك، هم لم يقولوا إنهم من القاعدة... نحن نعد القاعدة جماعة إرهابية أما النصرة فنعدهم أصدقاء؛ هنا، الإرهابي الوحيد في سوريا هو بشار الأسـد وجيشه"، يختم عبد القادر كلامه. أبو عبيدة يرى الرأي نفسه. "كل من يقاتل ضد النظام سيكون مُرحَّباً به، رغم أنني أحبِّذ أن يكون جميع من يقاتل في سوريا من السوريين"، يقولها بصراحة.

"عند سقوط النظام لا أعتقد أن النصرة ستمثِّل مشكلة بالنسبة إلينا. هم موجودون في سوريا يقومون بالجهاد، عندما تنتهي الحرب سيرحلون بحثاً عن جهاد جديد. لكن ما أستطيع تأكيده هو أننا لن نتلقى ولن نقبل أوامر من أحد حال سقوط النظام". "سنتعاون معهم لكن نحن على خلاف كامل مع إيديولوجيتهم"، يعلق عبد القادر.

في الثالث من تشرين الأول| اكتوبر الماضي، نفذت النصرة هجوماً انتحارياً في مدينة حلب ضد ثكنة للجيش السوري. أمام هذا النوع من الأعمال الإرهابية يفضل القادة عدم إبداء آرائهم ويلومون، بشكل واضح، نظام الأسـد. "لا نستطيع أن نتحمل المسؤولية عن الهجمات التي تقوم بها النصرة. إلا أن الجيش السوري يعتمد كثيراً على هذا النوع من الأعمال الانتحارية محاولاً إقناع العالم بأنه يقاتل ضد إرهابيين"، يعلق أبو عبيدة. ويخلص إلى القول: "نحن استخدمنا، مرات عديدة، سيارات مفخخة ضد القواعد العسكرية، لكننا لم نستخدمها قط ضد المدنيين؛ وعندما كنا ننفذ هجوماً من هذا النوع فإننا لم نستخدم انتحارياً قط؛ كان ذلك دائماً عن طريق التحكم عن بعد".

العلاقة بين مجموعته وقيادة المجلس الوطني الانتقالي، ومقره في تركيا، لا تمر بأفضل أوقاتها. "لا يمكن الحديث عن سوريا انطلاقاً من تركيا. نحن لا نريد أي نوع من العلاقة مع السياسيين الذين لا يكونون داخل سوريا يقاتلون معنا"، يؤكد أبو عبيدة جازماً. "المجلس الوطني الانتقالي والجيش السوري الحر يتشاطران الهدف نفسه وهو إسقاط نظام الأسـد؛ قد لا تكون علاقة التعاون بيننا جيدة، لكن هذا لا يعني أن لا يساعد واحدنا الآخر. كلانا يسعى إلى النصر، وإن بوسائل مختلفة"، يعلق عبد القادر بديبلوماسية أكبر.

بعد حوالي عامين من الحرب، يبقى هدف الثورة كما هو. "سوريا حرة بدون آل الأسـد... سيكون هناك وقت لنقرر إن كان سيكون لدينا ديموقراطية أو إسلام، لكن ما يهم الآن هو إلحاق الهزيمة بالنظام".












http://internacional.elpais.com/internacional/2013/02/14/actualidad/1360849258_743557.html

No comments:

Post a Comment